في بريطانيا تم الإعلان عن وجود مدينة ضخمة أسفل سطح الأرض يشغلها 500 فرد، جاء هذا الإعلان إثر اكتشاف أعمق منجم في البلاد بمنطقة بولبي، الموجودة على الساحل الشمالي يوركشاير، حيث يمتد هذا المنجم إلى عمق 4593 قدم، ما يعادل تقريبًا 1400 متر تحت الأرض، ويتطلب الأمر 6 دقائق متواصلة للهبوط إلى أعماقه.
مدينة تحت الأرض
يشير تقرير نشرته صحيفة “ديلي إكسبريس” البريطانية إلى أن المنجم الذي بدأ العمل به منذ العام 1968 يحتوي على أكثر من 620 ميلًا من الأنفاق التي تم حفرها في داخله.
ماذا يحدث في المنجم
يقوم عمال التعدين في جوف هذا النفق بالبحث عن طبقات كلوريد البوتاسيوم وملح الطعام التي تشكلت نتيجة تجفيف بحيرة نخستين العتيقة منذ ما يقارب الـ 250 مليون عام، إلا أن النشاط في هذا الموقع لا يقتصر على استخراج المعادن وحسب، بل يشتهر الموقع أيضاً كمحور لأبحاث العلوم الجيولوجية الجوفية منذ فترة التسعينات.
يقع مختبر بولبي، الذي يشكل بمثابة مدينة موجودة تحت سطح الأرض، على عمق حوالي 3068 قدمًا، أي ما يقارب 950 مترا تحت الأرض، تؤدي الصخور التي تقبع فوق المختبر إلى تقليل الإشعاع الكوني الطبيعي بنسبة تصل إلى مليون مرة مقارنة بمستوياته على سطح الأرض، وذلك المكان يشغله حوالي 500 موظف.
البحث عن الكتلة المفقودة في الكون
في الأحوال الراهنة، تتاح للعلماء فرصة أكبر لتنفيذ تجاربهم العلمية بنجاح، كما يقومون بأمثلة على ذلك بتوظيف المعامل للتنقيب عما يعرف بالمادة السوداء، أو ما يسمى بـ”الكتلة الغائبة في الفضاء”، حسب ما أورده التقرير.
تحول التركيز في الأبحاث العلمية داخل منجم بولبي من التنقيب عن المادة الكونية الغامضة إلى مجالات الدراسات الأرضية وعلم المناخ وابتكار تقنيات استكشاف الأجرام السماوية، وقد امتدت الأبحاث لتشمل البحث عن حياة في العوالم الأخرى، تشير شركة ICL التي تشرف على المنجم بأن “الجيولوجيين المتخصصين في التنقيب قد نجحوا في التعرف على كميات غزيرة من مخزون المعدن الجديد البوليهاليت، والذي يعد مصدراً غنياً بالعناصر الغذائية المتعددة”، ووفقاً لما تفيد به الشركة، تعتبر المادة البولية اليت آمنة للتعدين ومتوفرة بكميات تسمح بالاستثمار في تطوير طرق استخلاصها بشكل فعال.