لونوا بيض براحتكم.. الإفتاء تحسم الجدل بشأن حكم الاحتفال بشم النسيم

كشفت دار الإفتاء، حكم الاحتفال بأعياد شم النسيم والذي يحل يوم الإثنين المقبل الموافق الـ 6 من مايو الجاري، والذي يعد من الإجازات الرسمية باعتبارها من العادات الاجتماعي التي يحرص المصريون منذ القدم على الاحتفال بها، ويمثل تضامن بين أطياف المجتمع مسلمين ومسيحين.

هل شم النسيم مذكور في القرآن؟

وذكر علماء أن يوم شم النسيم تم ذكره في القرآن الكريم في سورة طه بالآية 20 في قوله تعالي: “مَوْعدكُمْ يَوْم الزّينَة وَأَنْ يُحْشَر النَّاس ضُحًى”، وهو اليوم الذي نصر فيه الله عزوجل سيدنا موسم عليه السلام على فرعون وسحرته وآمن السحرة بالله، مشيرين إلى أن يوم الزينة كان يوم عيد عند المصريين القدماء يتفرغون فيه من أعمالهم ويحتفلون به.

حكم الاحتفال بشم النسيم وشروطه

وقالت دار الإفتاء في بيان لها على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن الاحتفال بشم النسيم والخروج للمنتزهات والحدائق وأكل الفسيخ والرنجة في هذا اليوم لا حرج فيه شرعا ولكن بـ 3 شروط، أولها عدم تناول أطعمة غير مصرح بها صحيا، والثاني عدم نشر الضواء وإزعاج الغير، والثالث عدم الخروج عن الآداب العامة وصون حقوق الطريق.

وأضافت الإفتاء أن جميع الفتاوي جاءت في إباحة الاحتفال بشم النسيم والمشاركة فيها شرعا، مشيرة إلى أن الصحابي الجليل عمرو بن العاض رضي الله عنه والي مصر من قبل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يخطب المصريين في كل عام ويحضهم على الخروج للربي والذي جاء في كتاب فتوح مصر والغرب وكتااب المؤتلف والمختلف.

وتابعت دار الإفتاء، إن “الأصل في موسم شم النسيم أنه احتفال بدخول الربيع، والاحتفال بالربيع شأن إنساني اجتماعي لا علاقة له بالأديان؛ فقد كان معروفًا عند الأمم القديمة بأسماء مختلفة وإن اتحد المسمَّى؛ فكما احتفل قدماء المصريين بشم النسيم باسم “عيد شموس” أو “بعث الحياة”: احتفل البابليون والآشوريون “بعيد ذبح الخروف”، واحتفل اليهود “بعيد الفصح” أو “الخروج”، واحتفل الرومان “بعيد القمر”، واحتفل الجرمان “بعيد إستر”، وهكذا”.

وتابعت  أن “لم يكن من شأن المسلمين أن يتقصدوا مخالفة أعراف الناس في البلدان التي دخلها الإسلام ما دامت لا تخالف الشريعة، وإنما سعوا إلى الجمع بين التعايش والاندماج مع أهل تلك البلاد، مع الحفاظ على الهوية الدينية، ولَمّا كان الاعتدال الربيعي يوافق صوم المسيحيين، جرت عادة المصريين على أن يكون الاحتفال به فور انتهاء المسيحيين من صومهم؛ وذلك ترسيخًا لمعنًى مهم؛ يتلخص في أن هذه المناسبة الاجتماعية إنما تكتمل فرحة الاحتفال بها بروح الجماعة الوطنية الواحدة، وهذا معنًى إنسانيٌّ راقٍ أفرزته التجربة المصرية في التعايش بين أصحاب الأديان والتأكيد على المشترك الاجتماعي الذي يقوي نسيج المجتمع الواحد، وهو لا يتناقض بحال مع الشرع، بل هو ترجمة للحضارة الإسلامية الراقية، وقِيَمِها النبيلة السمحة”.