“الإفتاء” تحسم الجدل بشأن الاحتفال بشم النسيم وتلوين البيض

كشفت دار الإفتاء المصرية، عن رأيها في الاحتفال بأعياد شم النسيم وما يصاحبه من مظاهر احتفالية من تلوين البيض وغيره، مؤكدة أن هذه المناسبة تعتبر عادة مصرية واجتماعية وليس بها طقوس مخالفة للشرع ولا تنافي الثوابت الإسلامية، مشيرة إلى إن المصريين يحتفلون بمثل هذه الأعياد في فصل الربيع للترويح عن النفوس، وصلة الأرحام حيث يتم زيارة المنتزهات، وممارسة بعض العادات المصرية القومية؛ كتلوين البيض، وأكل السمك، وكلها أمور مباحة شرعًا وبعضها من المباحات التي يثاب الإنسان على النية الصالحة فيها؛ كالتمتع بالطيبات، والتوسعة على العيال، والاستعانة على العمل بالاستجمام.

الأصل في الاحتفال بـ “شم النسيم”

وتابعت دار الافتاء، عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “كان الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه والي مصر من قِبل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يخطب المصريين في كل عام ويحضّهم على الخروج للربيع؛ وذلك في نهاية فصل الشتاء وأول فصل الربيع؛ كما أخرجه ابن عبد الحكم في “فتوح مصر والمغرب”، وابن زولاق في “فضائل مصر وأخبارها”، والدارقطني في “المؤتلف والمختلف”.

"الإفتاء" تحسم الجدل بشأن الاحتفال بشم النسيم وتلوين البيض

“شم النسيم” احتفال إنساني واجتماعي

وأوضحت الإفتاء، أن “شم النسيم” ماهو إلا احتفال إنساني واجتماعي بدخول الربيع لا علاقة له بالأديان وعرف عند الأمم القديمة بأسماء مختلفة وهي عند قدماء المصريين بشم النسيم باسم “عيد شموس” أو “بعث الحياة”، والبابليون والآشوريون “بعيد ذبح الخروف”، واليهود “بعيد الفصح” أو “الخروج”، والرومان “بعيد القمر”، والجرمان “بعيد إستر”، وهكذا.

فرحة الاحتفال بها روح الجماعة الوطنية الواحدة

وأكملت: “سعى المسلمون دائمًا للتعايش والاندماج مع أهل تلك البلاد، مع الحفاظ على الهوية الدينية، فلم يكن من شأنهم أبدًا أن يتقصدوا مخالفة أعراف الناس في البلدان التي دخلها الإسلام ما دامت لا تخالف الشريعة، ولَمّا كان الاعتدال الربيعي يوافق صوم المسيحيين، جرت عادة المصريين على أن يكون الاحتفال به فور انتهاء المسيحيين من صومهم؛ وذلك ترسيخًا لمعنًى مهم؛ يتلخص في أن هذه المناسبة الاجتماعية إنما تكتمل فرحة الاحتفال بها بروح الجماعة الوطنية الواحدة”.